قَصِيْدَةُ الْبُرْدَةُ
من تأليف رائد المدائح النبوية
شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيرى رحمه الله
قَصِيْدَةْ الْبُرْدَةْ للبصير
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْمِ
أَلْحَمْدُ ِللهِ مُنْشِى الْخَلْقِ مِنْ عَدَمِ ﴿﴾ ثُمَّ الصَّلوٰةُ عَلَى الْمُخْتَارِ فِيْ الْقِدَمِ
أَمِنْ تَذَكُّرِ جِيْرَانٍ بِذِيْ سَلَمِ ﴿﴾ مَزَجْتَ دَمْعًا جَرٰى مِنْ مُقْلَةٍ بِدَمِ
أَمْ هَبَّتِ الرِّيْحُ مِنْ تِلْقَآءِ كَاظِمَةٍ ﴿﴾ وَ أَوْمَضَ الْبَرْقُ فِيْ الظَّلْمَآءِ مِنْ إِضَمِ
فَمَا لِعَيْنَيْكَ إِنْ قُلْتَ اكْفُفَا هَمَتَا ﴿﴾ وَمَا لِقَلْبِكَ إِنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ
أَيَحْسَبُ الصَّبُّ أَنَّ الْحُبَّ مُنْكَتِمٌ ﴿﴾ مَا بَيْنَ مُنْسَجِمٍ مِنْهُ وَ مُضْطَرِمِ
لَوْلَا الْهَوٰى لَمْ تُرِقْ دَمْعًا عَلىٰ طَلَلٍ ﴿﴾ وَ لآ أَرِقْتَ لِذِكْرِ الْبَانِ وَ الْعَلَمِ
فَكَيْفَ تُنْكِرُ حُبًّا بَعْدَ مَا شَهِدَتْ ﴿﴾ بِهِ عَلَيْكَ عُدُوْلُ الدَّمْعِ وَ السَّقَمِ
وَ أَثْبَتَ الْوَجْدُ خَطَّيْ عَبْرَةٍ وَ ضَنًى ﴿﴾ مِثْلَ الْبَهَارِ عَلٰى خَدَّيْكَ وَ الْعَنَمِ
نَعَمْ سَرٰى طَيْفُ مَنْ أَهْوٰى فَأَرَّقَنِيْ ﴿﴾ وَ الْحُبُّ يَعْتَرِضُ اللَّذَّاتِ بِالأَلَمِ
يَا لآئِمِيْ فِيْ الْهَوَى الْعُذْرِيِّ مَعْذِرَةً ﴿﴾ مِنِّيْۤ إِلَيْكَ وَ لَوْ أَنْصَفْتَ لَمْ تَلُمِ
عَدَتْكَ حَالِيَ لَا سِرِّيْ بِمَسْتَتِرِ ﴿﴾ عَنِ الْوُشَاةِ وَ لَا دَآئِيْ بِمُنْحَسِمِ
مَحَضْتَنِى النُّصْحَ لٰكِنْ لَسْتُ أَسْمَعُهُ ﴿﴾ إِنَّ الْمُحِبَّ عَنِ الْعُذَّالِ فِيْ صَمَمِ
إِنِّى اتَّهَمْتُ نَصِيْحَ الشَّيْبِ فِيْ عَذَلٍ ﴿﴾ وَ الشَّيْبُ أَبْعَدُ فِيْ نُصْحٍ عَنِ التُّهَمِ
فَإِنَّ أَمَّارَتِىْ بِالسُّوْءِ مَا اتَّعَظَتْ ﴿﴾ مِنْ جَهْلِهَا بِنَذِيْرِ الشَّيْبِ وَ الْهَرَمِ
وَ لآ أَعَدَّتْ مِنَ الْفِعْلِ الْجَمِيْلِ قِرٰى ﴿﴾ ضَيْفٍ أَلَمَّ بِرَأْسِيْ غَيْرَ مُحْتَشَمِ
لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنِّيْ مَآاُوَقِّرُهُ ﴿﴾ كَتَمْتُ سِرًّا بَدَا لِىْ مِنْهُ بِالْكَتَمِ
مَنْ لِّيْ بِرَدِّ جِمَاحٍ مِنْ غَوَايَتِهَا ﴿﴾ كَمَا يُرَدُّ جِمَاحُ الْخَيْلِ بِاللُّجُمِ
فَلَا تَرُمْ بِالْمَعَاصِيْ كَسْرَ شَهْوَتِهَا ﴿﴾ إِنَّ الطَّعَامَ يُقَوِّيْ شَهْوَةَ النَّهِمِ
وَ النَّفْسُ كَالطِّفْلِ إِنْ تُهْمِلْهُ شَبَّ عَلىٰ ﴿﴾ حُبِّ الرَّضَاعِ وَ إِنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ
فَاصْرِفْ هَوَاهَا وَ حَاذِرْ أَنْ تُوَلِّيَهُٰ ﴿﴾ إِنَّ الْهَوٰى مَا تَوَلّىٰ يُصْمِ أَوْ يَصِمِ
وَ رَاعِهَا وَهْيَ فِيْ الأَعْمَالِ سَآئِمَةٌ ﴿﴾ وَ إِنْ هِيَ اسْتَحْلَتِ الْمَرْعٰى فَلَا تُسِمِ
كَمْ حَسَّنَتْ لَذَّةً لِّلْمَرْءِ قَاتِلَةً ﴿﴾ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَدْرِ أَنَّ السُّمَّ فِيْ الدَّسَمِ
وَ اخْشَ الدَّسَآئِسَ مِنْ جُوْعٍ وَّ مِنْ شِبَعٍ ﴿﴾ فَرُبَّ مَخْمَصَةٍ شَرٌّ مِّنَ التُّخَمِ
وَ اسْتَفْرِغِ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ قَدِ امْتَلَاتْ ﴿﴾ مِنَ الْمَحَارِمِ وَ الْزَمْ حِمْيَةَ النَّدَمِ
وَ خَالِفِ النَّفْسَ وَ الشَّيْطَانَ وَ اعْصِهِمَا ﴿﴾ وَ إِنْ هُمَا مَحَّضَاكَ النُّصْحَ فَاتَّهِمِ
وَ لَا تُطِعْ مِنْهُمَا خَصْمًا وَّ لَا حَكَمًا ﴿﴾ فَأَنْتَ تَعْرِفُ كَيْدَ الْخَصْمِ وَ الْحَكَمِ
أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْ قَوْلٍ بِلَا عَمَلٍ ﴿﴾ لَقَدْ نَسَبْتُ بِهِ نَسْلاً لِذِيْ عُقُمِ
أَمَرْتُكَ الْخَيْرَ لٰكِنْ مَّا أْتَمَرْتُ بِهِ ﴿﴾ وَ مَا اسْتَقَمْتُ فَمَا قَوْلِيْ لَكَ اسْتَقِمِ
وَ لَا تَزَوَّدْتُ قَبْلَ الْمَوْتِ نَافِلَةً ﴿﴾ وَ لَمْ اُصَلِّ سِوٰى فَرْضٍ وَ لَمْ أَصُمِ
ظَلَمْتُ سُنَّةَ مَنْ أَحْيَى الظَّلَامَ إِلٰى ﴿﴾ أَنِ اشْتَكَتْ قَدَ مَاهُ الضُّرَّ مِنْ وَّرَمِ
وَشَدَّ مِنْ شَغَبٍ أَحْشَآءَهُ وَ طَوٰى ﴿﴾ تَحْتَ الْحِجَارَةِ كَشْحًا مُتْرَفَ الأَدَمِ
وَ رَاوَدَتْهُ الْجِبَالُ الشُّمُّ مِنْ ذَهَبٍ ﴿﴾ عَنْ نَّفْسِهِ فَأَرَاهَا أَيَّمَا شَمَمِ
وَ أَكَّدَتْ زُهْدَهُٰ فِيْهَا ضَرُوْرَتُهُٰ ﴿﴾ إِنَّ الضَّرُوْرَةَ لَا تَعْدُوْ عَلَى الْعِصَمِ
وَ كَيْفَ تَدْعُوْ إِلَى الدُّنْيَا ضَرُوْرَةُ مَنْ ﴿﴾ لَوْلَاهُ لَمْ تُخْرَجِ الدُّنْيَا مِنَ الْعَدَمِ
مُحَمَّدٌ سَيِّدُ الْكَوْنَيْنِ وَ الثَّقَلَيْـ ﴿﴾ ـنِ وَ الْفَرِيْقَيْنِ مِنْ عُرْبٍ وَ مِنْ عَجَمِ
نَبِيُّنَا الْاٰمِرُ النَّاهِيْ فَلآ أَحَدٌ ﴿﴾ أَبَرَّ فِيْ قَوْلِ لَا مِنْهُ وَ لَا نَعَمِ
هُوَ الْحَبِيْبُ الَّذِيْ تُرْجٰى شَفَاعَتُهُ ﴿﴾ لِكُلِّ هَوْلٍ مِنَ الأَهْوَالِ مُقْتَحِمِ
دَعَـا إِلَى اللهِ فَالْمُسْتَمْسِكُوْنَ بِهِ ﴿﴾ مُسْتَمْسِكُوْنَ بِحَبْلٍ غَيْرِ مُنْفَصِمِ
فَاقَ النَّبِيِّيْنَ فِيْ خَلْقٍ وَ فِيْ خُلُقٍ ﴿﴾ وَ لَمْ يُدَانُوْهُ فِيْ عِلْمٍ وَ فِيْ كَرَمِ
وَ كُلُّهُمْ مِنْ رَّسُوْلِ اللهِ مُلْتَمِسُ ﴿﴾ غَرْفًا مِنَ الْبَحْرِ أَوْ رَشْفًا مِنَ الدِّيَمِ
وَ وَاقِفُوْنَ لَدَيْهِ عِنْدَ حَدِّهِمِ ﴿﴾ مِنْ نُّقْطَةِ الْعِلْمِ أَوْ مِنْ شَكْلَةِ الْحِكَمِ
فَهْوَ الَّذِيْ تَمَّ مَعْنَاهُ وَ صُوْرَتُهُ ﴿﴾ ثُمَّ اصْطَفَاهُ حَبِيْبًا بَارِئُ النَّسَمِ
مُنَزَّهٌ عَنْ شَرِيْكٍ فِيْ مَحَاسِنِهِ ﴿﴾ فَجَوْهَرُ الْحُسْنِ فِيْهِ غَيْرَ مُنْقَسِمِ
دَعْ مَا ادَّعَتْهُ النَّصَارٰى فِيْ نَبِيِّهِمْ ﴿﴾ وَ احْكُمْ بِمَا شِئْتَ مَدْحًا فِيْهِ وَاحْتَكِمِ
فَانْسُبْ إِلٰى ذَاتِهِ مَا شِئْتَ مِنْ شَرَفٍ ﴿﴾ وَ انْسُبْ إِلٰى قَدْرِهِ مَا شِئْتَ مِنْ عِظَمِ
فَإِنَّ فَضْلَ رَسُوْلِ اللهِ لَيْسَ لَهُ ﴿﴾ حَـدٌّ فَيُعْرِبَ عَنْهُ نَاطِقٌ بِفَمِ
لَوْ نَاسَبَتْ قَدْرَهُ اٰيَاتَهُ عِظَمًا ﴿﴾ أَحْيَا اسْمُهُ حِيْنَ يُدْعٰى دَارِسَ الرِّمَمِ
لَمْ يَمْتَحِنَّا بِمَا تَعْيَا الْعُقُوْلُ بِهِ ﴿﴾ حِرْصًا عَلَيْنَا فَلَمْ نَرْتَبْ وَ لَمْ نَهِمِ
أَعْيَا الْوَرٰى فَهْمُ مَعْنَاهُ فَلَيْسَ يُرٰى ﴿﴾ لِلْقُرْبِ وَ الْبُعْدِ مِنْهُ غَيْرُ مُنْفَحِمِ
كَالشَّمْسِ تَظْهَرُ لِلْعَيْنَيْنِ مِنْ بُعُدٍ ﴿﴾ صَغِيْرَةً وَ تُكِلُّ الطَّرْفَ مِنْ أَمَمِ
وَ كَيْفَ يُدْرِكُ فِيْ الدُّنْيَا حَقِيْقَتَهُ ﴿﴾ قَوْمٌ نِيَامٌ تَسَلَّوْا عَنْهُ بِالْحُلُمِ
فَمَبْلَغُ الْعِـلْمِ فِيْهِ أَنَّهُ بَشَرٌ ﴿﴾ وَ أَنَّهُ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ كُلِّهِمِ
وَ كُلُّ اٰيٍ أَتَى الرُّسْلُ الْكِرَامُ بِهَا ﴿﴾ فَإِنَّمَا اتَّصَلَتْ مِنْ نُّوْرِهِ بِهِمِ
فَإِنَّهُ شَمْسُ فَضْلٍ هُمْ كَوَاكِبُهَا ﴿﴾ يُظْهِرْنَ أَنْوَارَهَا لِلنَّاسِ فِيْ الظُّلَمِ
أَكْرِمْ بِخَلْقِ نَبِيٍّ زَانَهُ خُلُقٌ ﴿﴾ بِالْحُسْنِ مُشْتَمِلٍ بِالْبِشْرِ مُتَّسِمِ
كَالزَّهْرِ فِيْ تَرَفٍ وَ الْبَدْرِ فِيْ شَرَفٍ ﴿﴾ وَ الْبَحْرِ فِيْ كَرَمٍ وَ الدَّهْرِ فِيْ هِمَمِ
كَأَنَّهُ وَهْوَ فَرْدٌ فِيْ جَلَالَتِهِ ﴿﴾ فِيْ عَسْكَرٍ حِيْنَ تَلْقَاهُ وَ فِيْ حِشَمِ
كَأَنَّمَا اللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُوْنُ فِيْ صَدَفٍ ﴿﴾ مِنْ مَعْدِنَيْ مَنْطِقٍ مِنْهُ وَ مُبْتَسَمِ
لَا طِيْبَ يَعْدِلُ تُرْبًا ضَمَّ أَعْظُمَهُ ﴿﴾ طُوْبٰى لِمُنْتَشِقٍ مِنْهُ وَ مُلْتَثِمِ
أَبَانَ مَوْلِدُهُ عَنْ طِيْبِ عُنْصُرِهِ ﴿﴾ يَاطِيْبَ مُبْتَدَئٍ مِنْهُ وَ مُخْتَتَمِ
يَوْمٌ تَفَرَّسَ فِيْـهِ الْفُرْسُ أَنَّهُمُ ﴿﴾ قَدْ اُنْذِرُوْا بِحُلُوْلِ الْبُؤْسِ وَ النِّقَمِ
وَ بَاتَ إِيْوَانُ كِسْرٰى وَهْوَ مُنْصَدِعٌ ﴿﴾ كَشَمْلِ أَصْحَابِ كِسْرٰى غَيْرَ مُلْتَئِمِ
وَ النَّارُ خَامِدَةُ الأَنْفَاسِ مِنْ أَسَفٍ ﴿﴾ عَلَيْهِ وَ النَّهْرُ سَاهِى الْعَيْنِ مِنْ سَدَمِ
وَ سَآءَ سَاوَةَ أَنْ غَاضَتْ بُحَيْرَتُهَا ﴿﴾ وَ رُدَّ وَارِدُهَا بِالْغَيْظِ حِيْنَ ظَمِيْ
كَأَنَّ بِالنَّارِ مَا بِالْمَآءِ مِنْ بَلَلٍ ﴿﴾ حُزْنًا وَ بِالْمَآءِ مَا بِالنَّارِ مِنْ ضَرَمِ
وَ الْجِنُّ تَهْتِفُ وَالأَنْوَارُ سَاطِعَةٌ ﴿﴾ وَ الْحَقُّ يَظْهَرُ مِنْ مَعْنًى وَمِنْ كَلِمِ
عَمُوْا وَ صَمُّوْا فَإِعْلَانُ الْبَشَآئِرِلَمْ ﴿﴾ تُسْمَعْ وَ بَارِقَةُ الْإِنْذَارِ لَمْ تُشَمِ
مِنْ بَعْدِ مَآ أَخْبَرَ الأَقْوَامَ كَاهِنُهُمْ ﴿﴾ بِأَنَّ دِيْنَهُمُ الْمُعْـوَجَّ لَمْ يَقُـمِ
وَ بَعْدَ مَا عَايَنُوْا فِيْ الْأُفْقِ مِنْ شُهُبٍ ﴿﴾ مُنْقَضَّةٍ وَفْقَ مَا فِيْ الأَرْضِ مِنْ صَنَمِ
حَتّٰى غَدَا عَنْ طَرِيْقِ الْوَحْيِ مُنْهَزِمٌ ﴿﴾ مِنَ الشَّيَاطِيْنِ يَقْفُوْ إِثْرَ مُنْهَزِمِ
كَأَنَّهُمْ هَرَبًا أَبْطَالُ أَبْرَهَةٍ ﴿﴾ أَوْ عَسْكَرٌ بِالْحَصٰى مِنْ رَاحَتَيْهِ رُمِيْ
نَبْذًا بِهِ بَعْدَ تَسْبِيْحٍ بِبَطْنِهِمَا ﴿﴾ نَبْذَ الْمُسَبِّحِ مِنْ أَحْشَآءِ مُلْتَقِمِ
جَآءَتْ لِدَعْوَتِهِ الأَشْجَارُ سَاجِدَةً ﴿﴾ تَمْشِيْ إِلَيْهِ عَلىٰ سَاقٍ بِلَا قَدَمِ
كَأَنَّمَا سَطَرَتْ سَطْرًا لِمَا كَتَبَتْ ﴿﴾ فُرُوْعُهَا مِنْ بَدِيْعِ الْخَطِّ بِاللَّقَمِ
مِثْلُ الْعَمَامَةِ أَنّٰى سَارَ سَآئِرَةً ﴿﴾ تَقِيْهِ حَرَّ وَطِيْسٍ لِّلْهَجِيْرِ حَمِى
أَقْسَمْتُ بِالْقَمَرِ الْمُنْشَقِّ إِنَّ لَهُ ﴿﴾ مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَةً مَبْرُوْرَةَ الْقَسَمِ
وَ مَا حَوَى الْغَارُ مِنْ خَيْرٍ وَ مِنْ كَرَمٍ ﴿﴾ وَ كُلُّ طَرْفٍ مِنَ الْكُفَّارِ عَنْهُ عَمِى
فَالصِّدْقُ فِيْ الْغَارِ وَ الصِّدِّيْقُ لَمْ يَرِمَا ﴿﴾ وَ هُمْ يَقُوْلُوْنَ مَا بِالْغَارِ مِنْ أَرِمِ
ظَنُّوْا الْحَمَامَ وَ ظَنُّوْا الْعَنْكَبُوْتَ عَلىٰ ﴿﴾ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ لَمْ تَنْسِجْ وَ لَمْ تَحُمِ
وِقَايَةُ اللهِ أَغْنَتْ عَنْ مُّضَاعَفَةٍ ﴿﴾ مِنَ الدُّرُوْعِ وَ عَنْ عَالٍ مِنَ الْأُطُمِ
مَا سَامَنِيْ الدَّهْرُ ضَيْمًا وَاسْتَجَرْتُ بِهِ ﴿﴾ إِلَّا وَنِلْتُ جِوَارًا مِنْهُ لَمْ يُضَمِ
وَ لَا الْتَمَسْتُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِنْ يَدِهِ ﴿﴾ إِلَّا اسْتَلَمْتُ النَّدٰى مِنْ خَيْرِ مُسْتَلَمِ
لَا تُنْكِرِ الْوَحْيَ مِنْ رُؤْيَاهُ إِنَّ لَهُ ﴿﴾ قَلْبًا إِذَا نَامَتِ الْعَيْنَانِ لَمْ يَنَمِ
فَذَاكَ حِيْنَ بُلُوْغٍ مِنْ نُبُوَّتِهِ ﴿﴾ فَلَيْسَ يُنْكَرُ فِيْهِ حَالُ مُحْتَلِمِ
تَبَارَكَ اللهُ مَا وَحْيٌ بِمُكْتَسَبٍ ﴿﴾ وَ لَا نَبِيٌّ عَلىٰ غَيْبٍ بِمُتَّهَمِ
كَمْ أَبْرَأَتْ وَصِبًا بِاللَّمْسِ رَاحَتُهُ ﴿﴾ وَ أَطْلَقَتْ أَرِبًا مِّنْ رِبْقَةِ اللَّمَمِ
وَ أَحْيَتِ السَّنَةَ الشَّهْبَآءِ دَعْوَتُهُٰ ﴿﴾ حَتّٰى حَكَتْ غُرَّةً فِيْ الأَعْصُرِ الدُّهُمِ
بِعَارِضٍ جَادَ أَوْ خِلْتَ الْبِطَاحَ بِهَا ﴿﴾ سِـيْبٌ مِنَ الْيَمِّ أَوْ سَيْلٌ مِنَ الْعَرِمِ
دَعْنِيْ وَ وَصْفِيَ اٰيَاتٍ لَهُ ظَهَرَتْ ﴿﴾ ظُهُوْرَ نَارِ الْقِرٰى لَيْلاً عَلىٰ عَلَمِ
فَالدُّرُّ يَزْدَادُ حُسْنًا وَهْوَ مُنْتَظِمٌ ﴿﴾ وَ لَيْسَ يَنْقُصُ قَدْرًا غَيْرَ مُنْتَظِمِ
فَمَا تَطَاوُلُ اٰمَالِ الْمَدِيْحِ إِلٰى ﴿﴾ مَا فِيْهِ مِنْ كَرَمِ الأَخْلَاقِ وَ الشِّيَمِ
اٰيَاتُ حَقٍّ مِنَ الرَّحْمٰنِ مُحْدَثَةٌ ﴿﴾ قَدِيْمَةٌ صِفَةُ الْمَوْصُوْفِ بِالْقِدَمِ
لَمْ تَقْتَرِنْ بِزَمَانٍ وَهْيَ تُخْبِرُنَا ﴿﴾ عَنِ الْمَعَادِ وَ عَنْ عَادٍ وَ عَنْ إِرَمِ
دَامَتْ لَدَيْنَا فَفَاقَتْ كُلَّ مُعْجِزَةً ﴿﴾ مِنَ النَّبِيِّيْنَ إِذْجَآءَتْ وَ لَمْ تَدُمِ
مُحَكَّمَاتٍ فَمَا تُبْقِيْنَ مِنْ شُـبَهٍ ﴿﴾ لِذِيْ شِقَاقٍ وَ لَا تَبْغِيْنَ مِنْ حَكَمِ
مَا حُوْرِبَتْ قَطُّ إِلَّا عَادَ مِنْ حَرَبٍ ﴿﴾ أَعْدَى الأَعَادِيْ إِلَيْهَا مُلْقِيَ السَّلَمِ
رَدَّتْ بَلَاغَتُهَا دَعْوٰى مُعَارِضُهَا ﴿﴾ رَدَّ الْغَيُوْرِ يَدَ الْجَانِيْ عَنِ الْحَرَمِ
لَهَا مَعَانٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ فِيْ مَدَدٍ ﴿﴾ وَ فَوْقَ جَوْهَرِهِ فِيْ الْحُسْنِ وَالْقِيَمِ
فَلَا تُعَدُّ وَ لَا تُحْصٰى عَجَآئِبُهَا ﴿﴾ وَ لَا تُسَامُ عَلَى الْإِكْثَارِ بِالسَّأَمِ
قَرَّتْ بِهَا عَيْنُ قَارِيْهَا فَقُلْتُ لَهُ ﴿﴾ لَقَد ظَفِرْتَ بِحَبْلِ اللهِ فَاعْتَصِمِ
إِنْ تَتْلُهَا خِيْفَةً مِنْ حَرِّنَارِ لَظٰى ﴿﴾ أَطْفَأْتَ حَرَّ لَظٰى مِنْ وِرْدِهَا الشَّبِمِ
كَأَنَّهَا الْحَوْضُ تَبْيَضُّ الْوُجُوْهُ بِهِ ﴿﴾ مِنَ الْعُصَاةِ وَ قَدْ جَآءُوْهُ كَالْحُمَمِ
وَ كَالصِّرَاطِ وَ كَالْمِيْزَانِ مَعْدِلَةً ﴿﴾ فَالْقِسْطُ مِنْ غَيْرِهَا فِيْ النَّاسِ لَمْ يَقُمِ
لَا تَعْجَبَنْ لِحَسُوْدٍ رَاحَ يُنْكِرُهَا ﴿﴾ تَجَاهُلاً وَ هْوَ عَيْنُ الْحَاذِقِ الْفَهِمِ
قَدْ تُنْكِرُ الْعَيْنُ ضَوْءَ الشَّمْسِ مِنْ رَمَدٍ ﴿﴾ وَ يُنْكِرُ الْفَمُ طَعْمَ الْمَآءِ مِنْ سَقَمِ
يَا خَيْرَ مَنْ يَمَّمَ الْعَافُوْنَ سَاحَتَهُ ﴿﴾ سَعْيًا وَ فَوْقَ مُتُوْنِ الأَيْنُقِ الرُّسُمِ
وَ مَنْ هُوَ الْاٰيَةُ الْكُبْرٰى لِمُعْتَبِرٍ ﴿﴾ وَ مَنْ هُوَ النِّعْمَةُ الْعُظْمٰى لِمُغْتَنِمِ
سَرَيْتَ مِنْ حَرَمٍ لَيْلاً إِلىٰ حَرَمٍ ﴿﴾ كَمَا سَرَى الْبَدْرُ فِيْ دَاجٍ مِنَ الظُّلَمِ
وَ بِتَّ تَرْقٰى إِلٰى أَنْ نِّلْتَ مَنْزِلَةً ﴿﴾ مِنْ قَابِ قَوْسَيْنِ لَمْ تُدْرَكْ وَ لَمْ تُرَمِ
وَ قَدَّ مَتْكَ جَمِيْعُ الأَنْبِيَآءِ بِهَا ﴿﴾ وَ الرُّسْلِ تَقْدِيْمَ مَخْدُوْمٍ عَلىٰ خَدَمِ
وَ أَنْتَ تَخْتَرِقُ السَّبْعَ الطِّبَاقَ بِهِمْ ﴿﴾ فِيْ مَوْكِبٍ كُنْتَ فِيْهِ صَاحِبَ الْعَلَمِ
حَتّٰى إِذَا لَمْ تَدَعْ شَأْوًا لِمُسْتَبِقٍ ﴿﴾ مِنَ الدُّنُوِّ وَ لَا مَرْقًى لِمُسْـتَنِمِ
حَفَضَتْ كُلَّ مَقَامٍ بِالْإِضَافَةِ إِذْ ﴿﴾ نُوْدِيْتَ بِالرَّفْعِ مِثْلَ الْمُفْرَدِ الْعَلَمِ
كَيْمَا تَفُوْزَ بِوَصْلٍ أَيِّ مُسْتَتِرٍ ﴿﴾ عَنِ الْعُيُوْنِ وَ سِرِّ أَيِّ مُكْتَتَمِ
فَحُزْتَ كُلَّ فَخَارٍ غَيْرَ مُشْتَرَكٍ ﴿﴾ وَ جُزْتَ كُلَّ مَقَامٍ غَيْرَ مُزْدَحَمِ
وَ جَلَّ مِقْدَارُ مَا وُلِّيْتَ مِنْ رُتَبٍ ﴿﴾ وَ عَزَّ إِدْرَاكُ مَآ اُوْلِيْتَ مِنْ نِعَمِ
بُشْرٰى لَنَا مَعْشَرَ الْإِسْلَامِ إِنَّ لَنَا ﴿﴾ مِنَ الْعِنَايَةِ رُكْنًا غَيْرَ مُنْهَدِمِ
لَمَّا دَعَى اللهُ دَاعِيْنَا لِطَاعَتِهِ ﴿﴾ بِأَكْرَمِ الرُّسْلِ كُنَّآ أَكْرَمَ الْأُمَمِ
رَاعَتْ قُلُوْبَ الْعِدَى أَنْبَآءُ بِعْثَتِهِ ﴿﴾ كَنَبْأَةٍ أَجْفَلَتْ غُفْلاً مِنَ الْغَنَمِ
مَا زَالَ يَلْقَا هُمُ فِيْ كُلِّ مُعْتَرَكٍ ﴿﴾ حَتّٰى حَكَوْا بِالْقَنَالَحْمًا عَلىٰ وَضَمِ
وَدُّوا الْفِرَارَ فَكَادُوْا يَغْبِطُوْنَ بِهِ ﴿﴾ أَشْلَاءَ شَالَتْ مَعَ الْعِقْبَانِ وَ الرَّخَمِ
تَمْضِى اللَّيَالِى وَ لَا يَدْرُوْنَ عِدَّتَهَا ﴿﴾ مَا لَمْ تَكُنْ مِنْ لَيَالِى الأَشْهُرِ الْحُرُمِ
كَأَنَّمَا الدِّيْنُ ضَيْفٌ حَلَّ سَاحَتَهُمْ ﴿﴾ بِكُلِّ قَرْمٍ إِلٰى لَحْمِ الْعِدٰى قَرِمِ
يَجُرُّ بَحْرَ خَمِيْسٍ فَوْقَ سَابِحَةٍ ﴿﴾ يَرْمِى بِمَوْجٍ مِنَ الأَبْطَالِ مُلْتَطِمِ
مِنْ كُلِّ مُنْتَدِبٍ ِللهِ مُحْتَسِبٍ ﴿﴾ يَسْطُوْ بِمُسْتَأْصِلٍ لِلْكُفْرِ مُصْطَلِمِ
حَتّٰى غَدَتْ مِلَّةُ الْإِسْلَامِ وَ هْيَ بِهِمْ ﴿﴾ مِنْ بَعْدِ غُرْبَتِهَا مَوْصُوْلَةَ الرَّحِمِ
مَكْفُوْلَةً أَبَدًا مِنْهُمْ بِخَيْرِ أَبٍ ﴿﴾ وَخَيْرِ بَعْلٍ فَلَمْ تَيْتَمْ وَ لَمْ تَئِمِ
هُمُ الْجِبَالُ فَسَلْ عَنْهُمْ مَصَادِمَهُمْ ﴿﴾ مَاذَا رَاٰى مِنْهُمُ فِيْ كُلِّ مُصْطَدَمِ
وَ سَلْ حُنَيْنًا وَسَلْ بَدْرًا وَسَلْ اُحُدًا ﴿﴾ فُصُوْلَ حَتْفٍ لَهُمْ أَدْهٰى مِنَ الْوَخَمِ
المُصْدِرِى الْبِيْضِ حُمْرًا بَعْدَ مَا وَرَدَتْ ﴿﴾ مِنَ الْعِدٰى كُلَّ مُسْوَدٍّ مِنَ اللِّمَمِ
وَ الْكَاتِبِيْنَ بِسُمْرِ الْخَطِّ مَا تَرَكَتْ ﴿﴾ أَقْلَامُهُمْ حَرْفَ جِسْمٍ غَيْرَ مُنْعَجِمِ
شَاكِى السِّلَاحِ لَهُمْ سِيْمَا تُمَيِّزُهُمْ ﴿﴾ وَ الْوَرْدُ يَمْتَازُ بِالسِّيْمَا مِنَ السَّلَمِ
تُهْدِيْ إِلَيْكَ رِيَاحُ النَّصْرِ نَشْرَهُمُ ﴿﴾ فَتَحْسَبُ الزَّهْرَ فِيْ الأَكْمَامِ كُلَّ كَمِى
كَأَنَّهُمْ فِيْ ظُهُوْرِ الْخَيْلِ نَبْتُ رُبًا ﴿﴾ مِنْ شِدَّةِ الْحَزْمِ لَا مِنْ شِدَّةِ الْحُزُمِ
طَارَتْ قُلُوْبُ الْعِدٰى مِنْ بَأْسِهِمْ فَرَقًا ﴿﴾ فَمَا تُفَرِّقُ بَيْنَ الْبَهْمِ وَ الْبُهَمِ
وَ مَنْ يَكُنْ بِرَسُوْلِ اللهِ نُصْرَتُهُ ﴿﴾ إِنْ تَلْقَهُ الْأُسْدُ فِيْ آجَامِهَا تَجِمِ
وَ لَنْ تَرٰى مِنْ وَلِيٍّ غَيْرِ مُنْتَصِرٍ ﴿﴾ بِهِ وَلَا مِنْ عَدُوٍّ غَيْرِ مُنْقَصِمِ
أَحَلَّ اُمَّتَهُ فِيْ حِرْزِ مِلَّتِهِ ﴿﴾ كَاللَّيْثِ حَلَّ مَعَ الأَشْبَالِ فِيْ أَجَمِ
كَمْ جَدَّلَتْ كَلِمَاتُ اللهِ مِنْ جَدِلٍ ﴿﴾ فِيْهِ وَكَمْ خَصَمَ الْبُرْهَانُ مِنْ خَصِمِ
كَفَاكَ بِالْعِلْمِ فِيْ الْأُمِّيِّ مُعْجِزَةً ﴿﴾ فِيْ الْجَاهِلِيَّةِ وَ التَّأْدِيْبِ فِيْ الْيُتُمِ
خَدَمْتُهُ بِمَدِيْحٍ أَسْتَقِيْلُ بِهِ ﴿﴾ ذُنُوْبَ عُمْرٍ مَضٰى فِيْ الشِّعْرِ وَ الْخِدَمِ
إِذْ قَلَّدَانِيَ مَا تُخْشٰى عَوَاقِبُهُ ﴿﴾ كَأَنَّنِيْ بِهِمَا هَدْيٌ مِنَ النَّعَمِ
أَطَعْتُ غَيَّ الصِّبَا فِيْ الْحَالَتَيْنِ وَمَا ﴿﴾ حَصَلْتُ إِلَّا عَلَى الْاٰثَامِ وَ النَّدَمِ
فَيَا خَسَارَةَ نَفْسِيْ فِيْ تِجَارَتِهَا ﴿﴾ لَمْ تَشْتَرِ الدِّيْنَ بِالدُّنْيَا وَلَمْ تَسُمِ
وَمَنْ يَبِعْ اٰجِلاً مِنْهُ بِعَاجِلِهِ ﴿﴾ يَبِنْ لَهُ الْغَبْنُ فِيْ بَيْعٍ وَ فِيْ سَلَمِ
إِنْ اٰتِ ذَنْبًا فَمَا عَهْدِيْ بِمُنْتَقِضِ ﴿﴾ مِنَ النَّبِيِّ وَلَا حَبْلِيْ بِمُنْصَرِمِ
فَإِنَّ لِيْ ذِمَّةً مِنْهُ بِتَسْمِيَتِيْ ﴿﴾ مُحَمَّدًا وَهْوَ أَوْ فَى الْخَلْقِ بِالذِّمَمِ
إِنْ لَّمْ يَكُنْ فِيْ مَعَادِيْ اٰخِذًا بِيَدِيْ ﴿﴾ فَضْلاً وَ إِلَّا فَقُلْ يَازَلَّةَ الْقَدَمِ
حَاشَاهُ أَنْ يُحْرِمَ الرَّاجِيْ مَكَارِمَهُ ﴿﴾ أَوْ يَرْجِعَ الْجَارُ مِنْهُ غَيْرَ مُحْتَرَمِ
وَمُنْذُ أَلْزَمْتُ أَفْكَارِيْ مَدَآئِحَهُ ﴿﴾ وَجَدْتُهُ لِخَلَاصِيْ خَيْرَ مُلْتَزِمِ
وَلَنْ يَفُوْتَ الْغِنٰى مِنْهُ يَدًا تَرِبَتْ ﴿﴾ إِنَّ الْحَيَا يُنْبِتُ الأَزْهَارَ فِيْ الأَكَمِ
وَلَمْ اُرِدْ زَهْرَةَ الدُّنْيَا الَّتِيْ اقْتَطَفَتْ ﴿﴾ يَدَا زُهَيْرٍ بِمَآ أَثْنٰى عَلىٰ هَـرِمِ
يَا أَكْرَمَ الْخَلْقِ مَا لِيْ مَنْ أَلُوْذُبِهِ ﴿﴾ سِوَاكَ عِنْدَ حُلُوْلِ الْحَادِثِ الْعَمِمِ
وَلَنْ يَضِيْقَ رَسُوْلَ اللهِ جَاهُكَ بِيْ ﴿﴾ إِذَا الْكَرِيْمُ تَحَلّىٰ بِالسْمِ مُنْتَقِمِ
فَإِنَّ مِنْ جُوْدِكَ الدُّنْيَا وَ ضَرَّتَهَا ﴿﴾ وَ مِنْ عُلُوْمِكَ عِلْمَ اللَّوْحِ وَالْقَلَمِ
يَانَفْسُ لَا تَقْنَطِىْ مِنْ زَلَّةٍ عَظُمَتْ ﴿﴾ إِنَّ الْكَبَآئِرَ فِيْ الْغُفْرَانِ كَاللَّمَمِ
لَعَلَّ رَحْمَةَ رَبِّيْ حِيْنَ يَقْسِمُهَا ﴿﴾ تَأْتِي عَلىٰ حَسَبِ الْعِصْيَانِ فِيْ الْقِسَمِ
يَا رَبِّ وَ اجْعَلْ رَجَآئِيْ غَيْرَ مُنْعَكِسٍ ﴿﴾ لَدَيْكَ وَ اجْعَلْ حِسَابِيْ غَيْرَ مُنْخَرِمِ
وَ الْطُفْ بِعَبْدِكَ فِيْ الدَّارَيْنِ إِنَّ لَهُ ﴿﴾ صَبْرًا مَتٰى تَدْعُهُ الأَهْوَالُ يَنْهَزِمِ
وَأْذَنْ لِسُحْبِ صَلَاةٍ مِنْكَ دَآئِمَةٍ ﴿﴾ عَلَى النَّبِيِّ بِمُنْهَلٍّ وَمُنْسَجِمِ
مَا رَنَّحَتْ عَذَابَاتِ الْبَانِ رِيْحُ صَبًا ﴿﴾ وَ أَطْرَبَ الْعِيْسَ حَادِى الْعِيْسِ بِالنَّغَمِ
ثُمَّ الرِّضَا عَنْ أَبِى بَكْرٍ وَعَنْ عُمَرَ ﴿﴾ وَ عَنْ عَلِيٍّ وَ عَنْ عُثْمَانَ ذِيْ الْكَرَمِ
وَ الْاٰلِ وَ الصَّحْبِ ثُمَّ التَّابِعِيْنَ فَهُمْ ﴿﴾ أَهْلُ التُّقٰى وَ النَّقَا وَ الْحِلْمِ وَالْكَرَمِ
يَا رَبِّ بِالْمُصْطَفٰى بَلِّغْ مَقَاصِدَنَا ﴿﴾ وَ اغْفِرْلَنَا مَا مَضٰى يَا وَاسِعَ الْكَرَمِ
وَ اغْفِرْ إِلٰهِيْ لِكُلِّ الْمُسْلِمِيْنَ بِمَا ﴿﴾ يَتْلُوْهُ فِيْ الْمَسْجِدِ الأَقْصٰى وَ فِيْ الْحَرَمِ
بِجَاهِ مَنْ بَيْتُهُ فِيْ طَيْبَةٍ حَرَمٌ ﴿﴾ وَ إِسْمُهُ قَسَمٌ مِنْ أَعْظَمِ الْقَسَمِ
وَ هٰذِهِ بُرْدَةُ الْمُخْتَارِ قَدْ خُتِمَتْ ﴿﴾ فَالْحَمْدُ لِلهِ فِيْ بَدْءٍ وَ فِيْ خَتَمِ
أَبْيَاتُهَا قَدْ أَتَتْ سِتِّيْنَ مَعْ مِـائَةٍ ﴿﴾ فَرِّجْ بِهَا كَرْبَنَا يَا وَاسِعَ الْكَرَمِ
يَا رَبِّ وَ اخْتِمْ لِقَارِيْهَا وَ سَامِعِهَا ﴿﴾ بِحُسْنِ خَاتِمَةٍ يَا مُنْجِيَ الْلأُمَمِ
وَ الْمُسْلِمِيْنَ جَمِيْعًا كُلَّمَا تُلِيَتْ ﴿﴾ أَمِنْ تَذَكُّرِ جِيْرَانٍ بِذِيْ سَلَمِ
مَوْلَايَ صَلِّ وَسَلِّمْ دَائِمًا أَبَدًا ﴿﴾ عَلَى حَبِيْبِكَ خَيْرِ الْخَلْقِ كُلِّهِمِ
0 komentar:
Posting Komentar